العلاقات الثنائية: موريشيوس وإمارة الشارقة تتعهدان بتعزيز التعاون الاقتصادي
عُقدت اليوم جلسة تفاعلية في المقر الرئيسي لمجلس التنمية الاقتصادية في إيبيني، بهدف تعميق التعاون الاقتصادي بين موريشيوس وإمارة الشارقة
يأتي هذا الحدث في إطار الزيارة الحالية إلى موريشيوس، من 30 يونيو إلى 3 يوليو، لوفد رفيع المستوى برئاسة رئيس غرفة تجارة وصناعة الشارقة، السيد عبد الله سلطان العويس. وقد أتاحت الجلسة منصةً لاستكشاف فرص الشراكة والاستثمار
حضر الجلسة الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية، السيد ماهين أبهيمانو كونداسامي؛ والرئيس التنفيذي لهيئة أعمال موريشيوس، السيد كيفن رامكالوان؛ وممثلون بارزون آخرون من القطاعين العام والخاص
وتأتي هذه الزيارة في إطار مذكرة التفاهم الموقعة في مايو 2024 بين مجلس التنمية الاقتصادية وغرفة تجارة وصناعة الشارقة، عقب دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA) حيز التنفيذ في 1 أبريل 2025. وتهدف إلى تمهيد الطريق لتعاون تجاري ملموس، وتعزيز مكانة موريشيوس كبوابة إلى أفريقيا وشريك إقليمي موثوق
وأكد السيد كونداسامي في كلمته أن هذا الحدث يمثل علامة فارقة في الشراكة التعاونية بين مجلس التنمية الاقتصادية وغرفة تجارة وصناعة الشارقة. وأعرب عن تقديره للسيد عبد الله سلطان العويس والوفد المرافق له، مشيرًا إلى أن الزيارة تمهد الطريق لفصل جديد في العلاقات الثنائية، وتوحيد نقاط القوة الاقتصادية في الشارقة وموريشيوس
وأشار الرئيس التنفيذي أيضًا إلى أن موريشيوس قد سلكت مسارًا مدروسًا للتنويع الاستراتيجي، حيث تطورت من اقتصاد قائم على الزراعة إلى دولة مستقرة ومتصلة عالميًا ومشجعة للمستثمرين. وأضاف أن استراتيجية التنمية الاقتصادية للبلاد، الموضحة في ميزانية 2025-2026، تركز على الابتكار والاستدامة، وترتكز على الاستقرار السياسي، وقوى عاملة ماهرة ومتعددة اللغات، ومناخ أعمال ملائم. ويلعب مجلس التنمية الاقتصادية دورًا رئيسيًا في دفع هذه الرؤية قدمًا
وفي معرض حديثه عن العلاقات الاقتصادية القوية والمتنامية بين موريشيوس والإمارات العربية المتحدة، أشار السيد كونداسامي إلى أن الإمارات العربية المتحدة تُصنف من بين أكبر المستثمرين الأجانب في موريشيوس، وقد ساهمت بشكل كبير في تدفق استثمارات بقيمة 19.5 مليار دولار أمريكي حتى الآن
وعبّر الدكتور عبد الله سلطان العويس عن تقديره لفرصة استكشاف التعاون مع موريشيوس، وأشاد بالاستراتيجية الاقتصادية التقدمية للبلاد. ورحّب بموريشيوس كأول دولة أفريقية توقع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع الإمارات العربية المتحدة، مؤكدًا أهداف الاتفاقية في تعزيز التجارة والاستثمار، ودفع التنمية الصناعية، وتبسيط إجراءات الأعمال
كما أعرب عن اهتمامه القوي بالشراكات المحتملة في مجالات الطاقة المتجددة، والرعاية الصحية، والتصنيع، والسياحة. كما تحدث الدكتور عبد الله سلطان العويس عن التوسعة الجارية لمطار الشارقة الدولي، والتي تهدف إلى زيادة طاقته الاستيعابية وتحسين بنيته التحتية. وأشاد بموريشيوس لمناخها الاستثماري النابض بالحياة، وأكد التزام الشارقة بتعزيز علاقات مستدامة وذات منفعة متبادلة، لا سيما في مجال التعليم
من جانبه، أكد السيد رامكالوان على الإمكانات الكبيرة للتعاون بين القطاعات الرئيسية، واصفًا العلاقة بأنها شراكة بين طرفين متكافئين. وأشار إلى أنه في حين أن التجارة مضمونة بموجب اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، ينبغي الآن التركيز على تعزيز الشراكات في قطاعات التصنيع والخدمات اللوجستية والعقارات والسياحة والطاقة المتجددة والتعليم والرعاية الصحية
أكد الرئيس التنفيذي لهيئة أعمال موريشيوس على الميزة الفريدة التي تتمتع بها موريشيوس كبيئة أعمال منظمة وتعاونية، حيث يتم إضفاء الطابع المؤسسي على الحوار بين القطاعين العام والخاص وشموله لجميع الركائز الاقتصادية. وشدد على أهمية الاستدامة ورأس المال الاجتماعي والتكنولوجيا في نموذج النمو في الجزيرة، وشجع المستثمرين في الشارقة على استكشاف شراكات طويلة الأجل هادفة