جزيرة موريشيوس (لؤلؤة المحيط الهندي)
جزيرة موريشيوس: نراها نحن العرب _ من زارها منا _ جزيرة خلابة جدا، بارعة الجمال، تبهر بجمالها الأبصار، وتشدو بروعتها الألسنة، وتتعلق بحبها القلوب، وتتلذذ بإبداعها العقول
تقع جزيرة موريشيوس في المحيط الهندي، على بعد 2000 كيلومتر من الشواطئ الجنوبية الشرقية
للقارة الإفريقية، وإلى الشرق من مدغشقر، ولا تبعد كثيراً عن شمال مدار الجدي ومساحتها تبلغ 2040 كيلومتر مربع .و40 % من مساحتها مغطى بحقول قصب السكر التي هي مصدر الدخل القومي للبلد.فالزراعة فيها جيدة لتوافر المياه و خصوبة أرضها.ولا تملك موريشيوس موارد طبيعية ولا مواد خام و تتأثر بالعواصف الاستوائية التي قد تدمر المحاصيل و الممتلكات .وبرغم تلك السلبيات تعد موريشيوس من أجمل الدول في العالم.والذين زاروها قديما طالما وصفوها بأوصاف شاعرية جميلة.ففي سنة 1629م عندما زارها الكاتب الإنجليزي
(Addison,and Hazareesingh,1993,p.11) Thomas Herbert ( ) وصفها بأنها
“An island of paradise” جزيرة من الفردوس.وقال عنها:Mark Twain ( ) واصفا لها :<God made Mauritius first then modeled heaven on the island > .
(Addison,and Hazareesingh,1993,p.11)بمعنى ” إن الله خلق موريشيوس أولا ثم حاكى الجنة على منوالها”
و يذكر
Hazareesing
أن العرب أول من نزلوا موريشيوس حين مروا بها في أثناء رحلتهم بين الهند والبحر الأحمر في القرن الرابع عشر
وقد عثر على خريطة للشريف الإدريسي موجودة حاليا في متحف موريشيوس يرجع تاريخها إلى عام 1153م وفيها يذكر الإدريسي موقع موريشيوس باسم
“Dina Arobi” أي الجزيرة الخالية
وأول من حاول الاستيطان في موريشيوس هم الهولنديون، و ذلك في القرن السابع عشر
ثم دخلها البرتغالييون ولم يظهروا أي رغبة في استيطانها ،و في زمنهم انقرض طائر يسمى الدودو ، وكان لا يوجد إلا في موريشيوس
وفي عام 1725م استعمرتها فرنسا و استمر ذلك حتى عام 1810م و في تلك الفترة جعلتها فرنسا بلدا مزدهرا ، و جيء بالعمال من الخارج للعمل في الحقول و المزارع و العمل في الميناء، و شقوا الطرق وبنوا مصانع ومستشفيات ومدارس. وفي عام 1810م هاجم البريطانييون الفرنسيين في موقعة View GrandPort جنوب موريشيوس حيث كان ذلك ميناء موريشيوس آنذاك ، وبعد معركة شرسة انتهت بانتصار البريطانيين وانسحب الفرنسيون تاركين وراءهم موريشيوس في أيدي البريطانيين ، واصل الاستعمار البريطاني عمل الفرنسيين في بناء البلد وتعميره، وأتوا بمحاصيل كثيرة لزراعتها في موريشيوس. وفي عهدهم ازداد عدد العمال و التجار و حرص سكانها – ومن بينهم المسلمون- على التعليم ،وعلى اكتساب جميع حقوقهم الدينية والسياسية، ونالت البلاد استقلالها عام 1968م
يبلغ عدد سكان موريشيوس حسب إحصائيات عام 2009 1,275,323 نسمة. ( ) وعاصمتها بورت لويس
” الأديان الموجودة في جزيرة موريشيوس هي الهندوسية ، والنصرانية ، والإسلام والبوذية وهذه الديانات الأربعة الكبرى هي التي أقر بها الدستور عام 1968م ويتكفل الدستور بحماية الحريات الدينية للجميع في الجزيرة
وقد لاحظت أثناء إقامتي في موريشيوس أن المجتمع الموريشيوسي متعدد الأعراق، فأصولهم أغلبها من الهند ثم أفريقية ثم الصين و أوروبا ، وكل فئة تحتفظ بتاريخها وثقافتها ولغتها ودينها وعاداتها الخاصة إضافة إلى العادات واللغة العامة التي تجمعهم ، كما تتميز الجزيرة باختلاف تضاريسها من وديان وجبال ومرتفعات ومنخفضات وشواطئ وغابات وشلالات غاية في الروعة والجمال حتى أطلق عليها لقب (لؤلؤة المحيط الهندي)، واختلاف تضاريسها أدى إلى اختلاف الطقس فيها ما بين مناطق حارة ومناطق لطيفة ومناطق ممطرة يسقى فيها الزرع بالمطر وأخرى جافة يسقى فيها بالألة ،كما يتميز الشعب الموريشي بمعرفته لأكثر من لغة فهم يتكلمون باللغة الكريولية وهي لهجة من الفرنسية ثم اللغة الرسمية وهي الانجليزية مع الفرنسية وكبار السن يعرفون الأردية، والبشبورية، وبعضهم يتكلمون بلغات أخرى ورثوها عن الآباء كما زادت أعداد المتكلمين بالعربية والدارسين لها في الآونة الأخيرة بعد أن أدخلت الحكومة اللغة العربية كمادة اختيارية للمسلمين وغيرهم في المدارس الحكومية، وكأن موريشيوس بهذا التنوع العجيب في أصول وعرقيات سكانها وتنوع تضاريسها وتعدد الألسنة فيها وتعدد الديانات بكل مذاهبها عالم صغير متكامل في دولة صغيرة محاطة بالمياة من كل الجوانب
وشعب موريشيوس شعب لطيف جدا يتحلى بالهدوء الشديد، وسعة الصدر، وكرم النفس، وقد مرت علي سنوات ما شاهدت فيها عراكا ولا صياحا ولا سرقة ولا اعتداء ولا مايثير الغضب بين أحد من أهلها الطيبين إلا فيما ندر ، فهي من أكثر دول العالم حرية وأمنا وأمانا والحمد لله رب العالمين . وسوف أتكلم عن أهلها الطيبين فيما بعد إن شاء الله تعالى