Home / أخبار / ماهيات المترجم المعاصر وأهمية التنظيم والتسويق 

ماهيات المترجم المعاصر وأهمية التنظيم والتسويق 

ماهيات المترجم المعاصر وأهمية التنظيم والتسويق 

الكاتب/ أسامة جمشيد، إسلام آباد

المترجمون في الألفية الثالثة ليسوا كأحد من المترجمين في القرون الأولى. ذلك بأن المترجم المعاصر يحظى بخير كثير مما يحتاج إليه من المراجع والمعاجم والمصطلحات والاختصارات والنماذج المثالية ولاسيما برامج ذاكرة الترجمة بل المكتبات والموسوعات. تلكم النعم التي باتت في متناول إصبع يد المترجم بفضل الشبكة العنكبوتية، حيث توحدت جهود علماء الترجمة الذين اهتموا بها منذ القدم واعتنوا لفائدة الأمم والشعوب جيلاً بعد جيل، ليكون عملهم نبراساً ومرجعاً للناشئة في الترجمة أمثالنا، وليفتح أمامنا سعيهم الحثيث شتى مجالات البحث لهذا العلم والفن، فنفتخر بتركة أسلافنا وتراثهم. وعليه يمكن القول إنه إذا كان للترجمة ذهب من الزمن فإننا في غنيمة الزمن من الترجمات

والمترجم الحق صبور ودود ومن سماته أيضاً أنه لبيب حبيب يحاول دوماً أن يعطي وينجز ويسهم ويبدع من أجل خلق المعاني والمفاهيم الجديدة العاملة والمؤدية للأغراض والحوائج مستعيناً في ذلك بأحدث الأنماط والمناهج والأساليب

وفي صنعة الترجمة، الصبر صقل للموهبة، والصمت مفتاح للإبداع، والعجل تدمير للفن، والطمع قضاء على المهنة

والترجمة نشاط حي ينمو بالإبداع الخلاق، ويزدهر بالتمرين المستمر، ويتجاوب مع عصر التقدم والتمدن بالبحث والابتكار، ويتفاعل بالتفكير عن الكلمات والتقريب بين المعاني والعمل كوسيط بين الصراعات الثقافية والحضارية المختلفة

يعمل المترجم بالأخذ والعطاء للزخرفات القديمة والنمنمات المتداولة، ويعلم المترجم الذكي أن العصر الحديث للقول الفريد من الكتابات. فالترجمة التزام للصراع وصراع للالتزام، وتعيش بين جهد الأمانة ولوم الخيانة

ففي بيان الأغراض اللغة مرهونة للألفاظ والترجمة مرهونة للأفكار، فاللغة وعاء للثقافة والترجمة مرآة للثقافات، فالترجمة بصارة وبصيرة

ويمكن تشبيه الترجمة في نظري بعملية طبخ الخبز بطحين من نوعين بعد خلطهما بالماء، فحال هذا الامتزاج قبل الطبخ كحال اللغة المصدر والهدف، وحاله بعد الطبخ كحال نتاج الترجمة، وحاله على النار هو عملية الترجمة. فالترجمة رزق للغات وحياة الثقافات

وعلى هذا المنوال ينهض المترجم بجمع كلمات ومعاني لغة المصدر ثم يجمع كلمات ومعاني لغة الهدف، بعد ذلك يضع ما وجده من لغة المصدر في كفة ويضع ما التقطه من لغة الهدف في كفة أخرى من الميزان، فيزن ويقارن وينقح ويلاحظ كل عليحدة، وحينئذ يستغني عن بعض من الكلمات من كفة أو كلاهما حسب الحجم والحاجة، وبعد الاطمئنان من المحاولة الممكنة من المساواة يأخذ الكلمات من طرفي الميزان ويخلط بعضها ببعض، ثم ينفخ فيها روح الترجمة وبذلك يخلق المعاني والمفاهيم الجديدة القريبة للغتين والمؤدية للهدف والغاية

فالمترجم من خلال حبه المكتسب من أمه وأبيه وتعلمه من حضره وسفره يداعب مع الكلمات والفقرات مع ما يتعرض للمخاض ثم الولادة والاعتناء والتربية للإنجازات. فالترجمة صبر وصداع وجد وجهد وكد وكفاح، والترجمة زيارات للمدن والبلاد، والترجمان معالج وطبيب. والترجمة محاولة لتقريب المفاهيم المتضاربة وخلق الوئام بين اللغات والثقافات

يحمل المترجم أثقالاً وأمانة ومسؤولية على كتفه، فما كان له أن يعيش بلا ألم وكدح، فالمترجم دائم الفكر والعمل، ذلك أن الترجمة لا يتعاطى من دون تدبر في المفاهيم وإدراك للأفكار وتنفيذ للأعمال ومراعاة للزمان والمكان

فمن أولى واجبات المترجم أن يعي جميع الجوانب المهمة للجهات المتلقية لمنجزاته من حيث المستوى والمقام وغير ذلك، وبالأحرى أن يعلم مدة استفادة أعماله من قبل الناس بألوانهم وألسنتهم

والواقع الملحوظ هو أن المترجم في هذا الزمن ينال الثناء والتقدير عند الرضى والقبول، وعند السخط يهزأ بعرضه ويسخر من فنه، فالغاضبون من الناس يسمونه بالمترَجَم أي الذي يُرجم. وآخرون يأكلون جهده، فمن المترجمين من لا يعطى له إلا قليلاً من حقه بعد تعب وعناء، ومنهم من لا يعطى لهم على الإطلاق بحجة الأخطاء وغيرها. والحسود يقللون من شأن المترجمين، ويضعون في طريقه الكثير من العراقيل والعقبات. ومع هذا كله فإن الترجمة تيسر في اليسر والعسر بما يسّر أمر العباد من تعارف وتفاهم وتعاون وتقارب وتآزر وتآلف

إيماناً برسالة الترجمة وأسسها ومبادئها وما يتطلب هذا العمل الشاق من الالتزام والأمانة وما يدعو إلى الحيلولة والرعاية للحاجة، واستناداً لأهم القواميس والمعاجم والمصطلحات، وتطبيقاً للمفهوم أن الترجمة علم وفن وبحث، ينبغي للمترجم أن يقرأ ويكتب ويسعى في الأرض للكشف عما فعله الآخرون مع الأخذ في الاعتبار الأمور التالية للتنظيم الأفضل، والتواصل الناجح والإنجاز المثمر

١. الصدق والإخلاص  

٢. المنظر والمظهر  

٣. التفكير والتدبير  

٤. الوفاء بالمواعيد  

٥. الثبات والصمود  

٦. الإبداع والتميز  

٧. الأداء والإنجاز  

٨. التقييم والتقويم  

٩. الالتزام والإتقان  

١٠. البر والإحسان  

١١. التحفيز الذاتي  

١٢. الدقة والأمانة  

١٣. الجودة والجدية  

١٤. عدم الخمود والجمود  

١٥. القراءة والممارسة والبحوث  

١٦. إجادة الاتصال والتنسيق والترتيب  

١٧. التعدد والتنوع للمهارات والأعمال  

١٨. معرفة التصرف في بيئة العمل والدار  

١٩. التواصل المستمر مع الأساتذة والمترجمين  

٢٠. الاطلاع على الأحداث والمستجدات والتطورات  

٢١. العمل على الاقتصاد في النفقة والمحاسبة الذاتية  

٢٢. المشاركة في الأعمال الاجتماعية والرفاهية والخيرية  

٢٣. العمل على المشروع الشخصي (entrepreneurship)  

٢٤. الحرص والحفاظ على الروابط والعلاقات الأخوية والمهنية  

٢٥. التحابب والتعاطف والتفاعل والتجاوب والتسامح والحوار والإيثار  

٢٦. التعامل مع الجهات المختصة حسب الأعراف والبروتوكولات المتداولة  

٢٧. عدم الخجل والتردد في أخذ السلفة للعمل، ثم المقدار الكامل قبل تسليم العمل النهائي، وذلك بالاحترام المتبادل  

٢٨. العمل الدائم علاوة للترجمة فمثلاً في الصحافة أو الأدب واللغة والبحث والحاسوب والإدارة والتدريس والتدريب  

٢٩. قسطاً من الراحة والرحلات والزيارات واللقاءات والبرامج والفعاليات وورش العمل والندوات والمنتديات والمؤتمرات  

هذا، ورأس الحكمة مخافة الله 

About admin

First and only Arabic news channel in Mauritius. اول جريدة باللغة العربية في موريشيوس Since 6 Sept 2021 أسست في 6سبتمبر 2021

اقرأ أيضا

ا البيان الصحفي -القائمة للوزراء ونواب الوزراء المعينين بناءً على طلب رئيس وزراء موريشيوس

مكتب الرئيس، قصر الرئاسة، موريشيوس بيان صحفي وفقًا للصلاحيات المخولة له بموجب المادة 59 (3) …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *